الحجر الأسود- رؤية جديدة للتيسير على الحجاج
المؤلف: خميس الزهراني09.27.2025

هل يمكن للمؤسسات التعليمية، والمراكز الإرشادية، ودور الفتوى أن تتوحد كلمتها وتتفّق على تبني فكرة استحضار سُنة استلام الحجر الأسود بالنية الخالصة والعمل الصالح، وذلك من خلال استلامه عن بعد بالإشارة والتوجّه القلبي، وأن نتوصل إلى توافق عام حول هذه المسألة؟
إننا نشهد ازدحامًا هائلًا من قِبل جموع المسلمين عند مقربة الحجر الأسود، ممّا يجعل الظفر بفرصة استلامه أشبه بمعركة حقيقية، وفي كثير من الأحيان، تتحول العبادة بعد أداء كل منسك إلى جهد مضنٍ، وكأن الأجر يتناقص بسبب الضغط والتدافع العنيف لتحقيق تلك الرغبة الجامحة.
لقد جاء الدين الإسلامي دين يسر ورحمة، يخفف الأعباء عن المسلمين، ولم يكن الهدف منه أبدًا التعسير على القلوب المتشوّقة أو التمسك بالأخطاء العابرة وتضخيمها. فقد أباح الدين للمسافر أن يفطر في رمضان، وأجاز للمصلي أن يقصر الصلاة ويجمعها، وأعفى المريض من بعض الواجبات عند الضرورة القصوى. وكذا أباح الصلاة خلف مقام إبراهيم في أي مكان تيسر، وجعل الدخول إلى الكعبة بابًا من أبواب الكمال الروحي، والحِجر جزءًا أصيلًا منها.
وقد ورد عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الحديث الصحيح قوله المشهور: «إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك»، ليؤكد بذلك بصورة قاطعة أن الحجر الأسود ليس له أي تأثير أو قدسية ذاتية، بل هو جزء لا يتجزأ من العبادة التي أمرنا بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
إن هذه الكلمات النيّرة تفتح آفاقًا واسعة للتفكير العميق في كيفية تعاملنا الراقي مع الحجر الأسود، بعيدًا كل البعد عن التزاحم والتدافع المحموم من أجل استلامه بالمصافحة والتقبيل، بل بالاكتفاء بالإشارة إليه من بعيد، مع استحضار النية الصادقة.
فاليوم تجاوز عدد المسلمين المليار نسمة، وهذا العدد لم يكن موجودًا إطلاقًا في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فهل من الممكن أن تتفق كافة الشعوب الإسلامية، قبل حكوماتها ورجال الدين فيها، على تبني هذه المبادرة النبيلة والاقتناع العميق بسنة استلام الحجر عن بعد، تيسيرًا على الحجاج والمعتمرين؟
إنها مجرد فكرة متواضعة، ورأي شخصي بسيط، يهدف إلى التخفيف من وطأة الوضع الراهن، مع الازدحام الشديد والضغط الهائل على الحرم المكي الشريف، الذي لم يشهد التاريخ مثيلًا له من قبل، حيث يستقبل الحرم في اليوم الواحد أكثر من ثلاثة ملايين زائر في أوقات الذروة.
وإننا من خلال هذه السطور المتواضعة نهدف إلى المساهمة في تخفيف الزحام والضغط الشديد الذي يجعل الأجساد تتلاصق وتتدافع بعنف لدفع بعضها البعض من أجل الوصول إلى الحجر الأسود. وبدلاً من ذلك، هل يمكننا أن نتفق على تحديد آلية عملية لإيجاد طوق أمني خفيف حول الحجر، يحجب الوصول المباشر إليه، ولكنه يظل ظاهرًا للعيان، ليكون نقطة انطلاق لبداية أشواط النسك بكل يسر وسهولة؟
عن نفسي، فقد حظيت بفضل الله بزيارة بيت الله الحرام مرات عديدة وأديت العمرة مرارًا وتكرارًا، ولم أفكر قط في استلام الحجر الأسود بشكل مباشر. بل في كثير من الأحيان، عندما أكون على مقربة منه، أشعر بالسكينة والهدوء العميق، وعيني تراقب الحجر باحترام ومحبة، بينما يتعب جسدي بمجرد رؤية التدافع الشديد الذي يحدث عنده، وأخشى ما أخشاه أن أقع في إثم التدافع الذي هو أساس الوصول إليه، ولا ينبغي لأحد أن يعترض على هذا الكلام بمثالية زائفة.
فالتدافع هو أساس الوصول، ولا توجد حلول جذرية لهذه المشكلة، فالحجاج والمعتمرون يأتون من ثقافات متنوعة، ويختلفون في قوة وصلابة أجسادهم.
فالتدافع سيظل حاضرًا ما لم نقتنع بمصافحة الحجر عن بعد، ونترفق بأجسادنا ونريحها من هذا الزحام الشديد.
إننا نشهد ازدحامًا هائلًا من قِبل جموع المسلمين عند مقربة الحجر الأسود، ممّا يجعل الظفر بفرصة استلامه أشبه بمعركة حقيقية، وفي كثير من الأحيان، تتحول العبادة بعد أداء كل منسك إلى جهد مضنٍ، وكأن الأجر يتناقص بسبب الضغط والتدافع العنيف لتحقيق تلك الرغبة الجامحة.
لقد جاء الدين الإسلامي دين يسر ورحمة، يخفف الأعباء عن المسلمين، ولم يكن الهدف منه أبدًا التعسير على القلوب المتشوّقة أو التمسك بالأخطاء العابرة وتضخيمها. فقد أباح الدين للمسافر أن يفطر في رمضان، وأجاز للمصلي أن يقصر الصلاة ويجمعها، وأعفى المريض من بعض الواجبات عند الضرورة القصوى. وكذا أباح الصلاة خلف مقام إبراهيم في أي مكان تيسر، وجعل الدخول إلى الكعبة بابًا من أبواب الكمال الروحي، والحِجر جزءًا أصيلًا منها.
وقد ورد عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الحديث الصحيح قوله المشهور: «إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك»، ليؤكد بذلك بصورة قاطعة أن الحجر الأسود ليس له أي تأثير أو قدسية ذاتية، بل هو جزء لا يتجزأ من العبادة التي أمرنا بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
إن هذه الكلمات النيّرة تفتح آفاقًا واسعة للتفكير العميق في كيفية تعاملنا الراقي مع الحجر الأسود، بعيدًا كل البعد عن التزاحم والتدافع المحموم من أجل استلامه بالمصافحة والتقبيل، بل بالاكتفاء بالإشارة إليه من بعيد، مع استحضار النية الصادقة.
فاليوم تجاوز عدد المسلمين المليار نسمة، وهذا العدد لم يكن موجودًا إطلاقًا في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فهل من الممكن أن تتفق كافة الشعوب الإسلامية، قبل حكوماتها ورجال الدين فيها، على تبني هذه المبادرة النبيلة والاقتناع العميق بسنة استلام الحجر عن بعد، تيسيرًا على الحجاج والمعتمرين؟
إنها مجرد فكرة متواضعة، ورأي شخصي بسيط، يهدف إلى التخفيف من وطأة الوضع الراهن، مع الازدحام الشديد والضغط الهائل على الحرم المكي الشريف، الذي لم يشهد التاريخ مثيلًا له من قبل، حيث يستقبل الحرم في اليوم الواحد أكثر من ثلاثة ملايين زائر في أوقات الذروة.
وإننا من خلال هذه السطور المتواضعة نهدف إلى المساهمة في تخفيف الزحام والضغط الشديد الذي يجعل الأجساد تتلاصق وتتدافع بعنف لدفع بعضها البعض من أجل الوصول إلى الحجر الأسود. وبدلاً من ذلك، هل يمكننا أن نتفق على تحديد آلية عملية لإيجاد طوق أمني خفيف حول الحجر، يحجب الوصول المباشر إليه، ولكنه يظل ظاهرًا للعيان، ليكون نقطة انطلاق لبداية أشواط النسك بكل يسر وسهولة؟
عن نفسي، فقد حظيت بفضل الله بزيارة بيت الله الحرام مرات عديدة وأديت العمرة مرارًا وتكرارًا، ولم أفكر قط في استلام الحجر الأسود بشكل مباشر. بل في كثير من الأحيان، عندما أكون على مقربة منه، أشعر بالسكينة والهدوء العميق، وعيني تراقب الحجر باحترام ومحبة، بينما يتعب جسدي بمجرد رؤية التدافع الشديد الذي يحدث عنده، وأخشى ما أخشاه أن أقع في إثم التدافع الذي هو أساس الوصول إليه، ولا ينبغي لأحد أن يعترض على هذا الكلام بمثالية زائفة.
فالتدافع هو أساس الوصول، ولا توجد حلول جذرية لهذه المشكلة، فالحجاج والمعتمرون يأتون من ثقافات متنوعة، ويختلفون في قوة وصلابة أجسادهم.
فالتدافع سيظل حاضرًا ما لم نقتنع بمصافحة الحجر عن بعد، ونترفق بأجسادنا ونريحها من هذا الزحام الشديد.